جعل شهادة البكالوريا نجاحًا ليس بعده نجاح، وتفوقًا ما بعده تفوق، هو فهمٌ خاطئ، لأن هذه الشهادة ليست إلا مقدمة الطموح، وليست الطموح ذاته. كثيرًا ما أنجزت إنشاءً في سنواتك الدراسية يتكون من مقدمة وعرض وخاتمة، فشهادة البكالوريا في هذا السياق لا تمثل سوى المقدمة، فلا زلت مطالبًا بالعرض والخاتمة.
إن جعل هذه الشهادة إنشاءً كاملاً هو خطأ قاتل، كالسم! بل أشد من السم، لأنه لا يقتل الجسد فحسب، بل يقتل الروح العلمية فيك، فيموت فيك حب التعلم، وتدفن طموحاتك الأكاديمية، وتتحول إلى حامل لورقة تُوهمك أنك وصلت، بينما أنت في الحقيقة لا تزال عند العتبة الأولى.
البكالوريا هي مفتاح الدراسة، وليست علامة على أنك درست. هي مفتاح العلم، لا شهادة على أنك عالم. هي بداية البحث، وليست نهاية المعرفة. وإياك أن تخدعك الأضواء الكاذبة، فتظن أنك بلغت المنتهى، فتكتفي بها وتغلق على نفسك أبواب التقدم.
إنه الموت! نعم، موت الطموح، موت الرغبة في الاكتشاف، موت العقل في حياةٍ ظاهرها النجاح وباطنها جهل مقنّع. فإياك أن تكتفي بها، إياك أن تموت علميًا وأنت على أعتاب الحياة.
الحياة تبدأ بعد البكالوريا، والعلم يبدأ حين تفهم أنك لا تعلم بعد، والطموح لا سقف له. فامضِ، ولا تجعل من المقدمة خاتمة!